المعركة الأخيرة.. هل ستوقف إسرائيل الحرب بعد عملية “خان يونس”؟
محطة تل أبيب
المعركة الأخيرة.. هل ستوقف إسرائيل الحرب بعد عملية “خان يونس”؟
ربما اقتربت الحرب في غزة من نهايتها، وليس المقصود هو قرب اتفاق الهدنة وإطلاق سراح المخطوفين، وإنما اقتراب إسرائيل من تحقيق ما تريد تحقيقه في تلك المرحلة في غزة، والحديث هنا عن المعارك المُكثفة وربما المعركة الأخيرة في خان يونس.
حسب الخطة العسكرية الإسرائيلية إنه بعد “خان يونس” فإن الأهداف التالية في غزة هي رفح ومحور فيلادلفيا، وهما الهدفان اللذان سيصعب على إسرائيل دخولها عسكريًا، بسبب الكثافة السكانية في المنطقة، وأيضًا بسبب المعارضة المصرية الشديدة، وهو ما يعزز من فكرة أن العملية في خان يونس ربما تكون العملية العنيفة الأخيرة للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
عملية خان يونس
يستمر القتال المعقد الذي تخوضه الفرقة 98 الإسرائيلية، حول المدينة منذ أكثر من خمسين يومًا، بالنسبة لإسرائيل فإن هذه المدينة تُعد واحدة من أخطر معاقل “حماس”، فوق الأرض وتحتها، ومقارنةً بشمال القطاع، لقد بقي هنا في المدينة عدد أكبر بكثير من المدنيين، وعلى الرغم من ذلك، فإن تقدّم ألوية الفرقة لم تُكبح في أي مرحلة، وعمومًا، ومقارنةً بتعقيدات القتال في المناطق الآهلة والمكتظة، فإن عدد الضحايا في صفوف الجيش الإسرائيلي لا تزال مرتفعة.
وحتى في مدينة خان يونس التحت أرضية، فإن القوات الإسرائيلية الخاصة التي تعمل في إطار الفرقة تحاول أن تتقدم إلى عشرات الكيلومترات داخل الأنفاق، بسبب وجود أغلبية القدرات العسكرية، وقدرات التحكم والقيادة التابعة لـ”حماس”، تحت الأرض.
وبحسب التقديرات الأخيرة للمنظومة الأمنية الإسرائيلية، فإن هناك افتراضًا أن قادة “حماس”، وعلى رأسهم يحيى السنوار ومحمد الضيف، اللذان تسعى إسرائيل خلف رأسيهما، لم يعودا موجودَين في المدينة السفلية تحت خان يونس، هذه الاحتمالات تنطبق أيضًا على المختطفين الإسرائيليين الذين تم احتجاز بعضهم في أنفاق كشف عنها الجيش مؤخرًا.
بعد أكثر من خمسين يومًا على القتال في خان يونس، يبدو أن التقدم في مخيم اللاجئين التابع للمدينة يُعد، على ما يبدو، المعركة المهمة الأخيرة ضد لواء خان يونس [التابع لكتائب القسّام].
المحطة التالية
بحسب التقارير العبرية، فإنه لا تفصل إسرائيل سوى بضعة أسابيع عن إنجاز الحلقة الرئيسية من القتال الهادف إلى تفكيك قدرات لواء خان يونس العسكري وكتائبه الأربع. من ناحية تكتيكية وتشغيلية، بعد تفكيك قوات حماس في مدينة غزة وشمال القطاع.
بعد مرحلة القتال الرئيسية في خان يونس، ستبقى مرحلة “التطهير”، وهناك ستبرز الحاجة إلى البت في العمق الذي سيدخل إليه مقاتلو الجيش في متاهة أنفاق خان يونس، الممتدة على مسافة تصل إلى نحو 160 كيلومترًا، على مستويات وأعماق مختلفة تحت الأرض.
لكن الاقتراب من هزيمة آخر كتائب خان يونس يقرّب إسرائيل من المفترق الذي تتجنب القيادة السياسية الإسرائيلية اتخاذ القرارات بشأنه، وهو رفح ومحور فيلادلفيا، وهما الهدفان الصعبان بسبب الأسباب السابق ذكرها مما يعزز من فكرة أن إسرائيل لديها مصلحة حقيقية في التوصل إلى اتفاقية وقف إطلاق نار في المرحلة القريبة، بعد استكمال النشاط العسكري في خان يونس.