مقالات

هنا عبد الفتاح تكتب:إن الإنسان لربه لكنود

دائما ما نحمد الله في الشدة إذا واجهتنا، أو في الأحزان والألم..

وننسى حمده في الأفراح والسرور..

لأننا تعودنا على النعم في حياتنا دون إرجاعها إلى صاحبها وكأنها حق مكتسب.

هل نظرت حولك إلى أبسط الأشياء عزيزي القارئ. لترى نعم الله عليك.. .

نعم.. .إنها كثيرة جدا كما يردد لسانك ذلك الآن.. .ولكن هل ردد لسانك الشكر في كل مرة وقعت عينك عليها.. .بالطبع لا لأننا ببساطة قد ألفناها.. .

فمثلا في الوضوء هل شكرت الله على نعمة المياه الجارية التي تغتسل وتشرب منها، وتسرف فيها بحجة وجود النهر في بلدك.. .ولكن لماذا أيضا لا تتذكر أن هناك أناسا يطوقون لشربة ماء نقية من التي تهدر منها مئات بل آلاف الكيلومترات في اليوم.. .

فهناك من يعانون للحصول عليها، لأنهم لا يوجد ببلادهم أنهار عذبة، ولا بحيرات وربما لا يوجد آبارا.

وهناك بلدان تعيش على تحلية مياه البحر، وهذا يتطلب الكثير من المبالغ المالية الباهظة التي ينفقونها لأجل الحصول على شربة ماء نقية.

ألم تر أن النعمة التي كنت تحسبها بسيطة هي أمر عظيم للغاية.. .

ألا يستحق صاحبها الذي أكرمنا بها أن نشكره عليها في كل مرة تقع أعيننا عليها.. .

وغيرها الكثير من الأمثلة.. .

فلماذا إذا سؤلنا عن حالنا.. .قلنا لا جديد!

وكيف لا جديد ونحن نغرف من نعم الله الجديدة يوميا.. .

أليس جديدا أن نمشي على أقدامنا وقد بترت أقداما غيرنا، بل وهناك من بترت أقدامه ويداه.

أليس جديدا أن نرى ملء أبصارنا ونسمع ونحرك أطرافنا وقد حملت أطراف؟

أليس جديدا أن تستيقظ كل يوم خال من الأمراض.. .وهناك من لا يجد علاجا لمرضه، وغيره يتعذب ويتألم بمرضه.. .

أليس جديدا أن تستيقظ كل يوم لتذهب إلى العمل الذي سترك الله به حتى وإن لم تكن تحبه.. .وهناك من يبحث عن مثله ولا يجده.. .

أليس جديدا أن ترى أولادك بصحة جيدة يوميا.. .

وغيره الكثير من الجديد الذي نصبح ونمسي به يوميا.. .

فإن أمسيت آمنا في سربك.. .فهذا جديد.

وإن أصبحت معافا في بدنك.. .فهذا جديد.

وإن صليت فروض يومك.. .فهذا جديد.

وإن مللت رتابة حياتك.. .فاعلم أن هناك من يتمناها.

هل تعلم أن ما تراه أنت تافه في حياتك يراه غيرك أحلاما يتمنى أن يصل إليها.. .وأحلامهم أنت عشتها حتىٰ مللتها.

فلا تألف النعمة وتنسى شكرها.. .فالرسول الكريم قال للسيدة عائشة حينما وجد كسرة من الخبز ملقاة فأخذها ومسحها ثم أكلها وقال لها يا عائشة أحسني جوار نعم ربك فإنها إن تركت صاحبها لا تعود اليه.. .

فلله الشكر على كل نعمة وكل جديد بحياتنا.. .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى