Blog

لغة صمت القبور : بقلم أيمن باجي

لغة صمت القبور :الجميع يزور المقابر سواء لدفن أحد أفراد الأسرة أو الأهل أو الأصدقاء أو الجيران أو من أجل زيارة قبر الأب أو الأم أو الشقيق أو أي حبيب من الذين توفاهم الله ونجد صمت تام عند تواجدنا بالمقابل إلا عند دفن أحد الأشخاص نجد ضوضاء لكن من الأحياء أما الأموات فهم في صمت تام ولذلك أحب أن أزور المقابر وحيداً واليوم ذكرى وفاة أمي اللهم أرحمها وأغفر لها واسكنها فسيح جناتك وعندما أزور قبر أمي وقبر أبي أتحدث معهم بصوت عالي لأني أعلم أنهم يسمعوني وأدعوا لهم وأقرأ القرآن لهم ثم أتحدث معهم وأخبرهم بأحوالنا جميعا لكن هل أسمعهم بالطبع لا لكن أتوقع ماذا يقولان لي وهذة هي لغة صمت القبور وهي لغة الأحاسيس وهي الأحاسيس التي كنت أحسها وأمي وأبي على قيد الحياة فعندما كنت ألتقي بأمي بعد غياب فكانت تعبر عن مدي إشتياقها لي بالكلام لكن لغة الأحاسيس كانت أعمق وأقوي من الكلام بكثير لأن صدق الأحاسيس لا نجد من الكلمات ما تعبر عنه وهذا يحسه كل من يلتقي بأمه بعد غياب وتحضنه ومن الممكن أن تبكي من شدة سعادتها وحبها له ومدي إشتياقها له فهل من الممكن أن تعبر الكلمات عن هذه الأحاسيس بالطبع لا وكذلك عندما نزور المقابر ونتحدث مع أهالينا ومع من فقدناهم من الأعزاء علينا نتحدث معهم وبلغة الأحاسيس نترجم ماذا يقولوا لنا فمثلاً لو زرنا قبر رئيس دولة أو ملك أو ذو نفوذ وجاه ومال وتحدثنا معهم فبلغة الأحاسيس سوف نترجم ماذا سوف يقولوا لنا فمن هو في نعيم سوف يُشفق علينا من الدنيا وتعبها وهمها ومن أشرار هذه الدنيا ويقولوا لنا لاجاه ولا سلطان ولا مال ينفع إلا العمل الصالح أكثروا من الأعمال الصالحه فهي التي ترفع من شأنكم عند الله عز وجل وهي التي تنجيكم من سكرات الموت ومن ظلمة ووحشة القبر ومن وهَل يوم القيامة أما من كان شقي وليس من أهل النعيم سوف يقول لنا أننا في غفله وشغلتنا ملزات الدنيا الفانيه وشهواتنا حتي خسرنا الدنيا والآخرة فلا ينفع سلطان ولا جاه ولا مال لأني لم أستخدمهم فيما يرضي الله بل إستخدمتهم في أذي وظلم عباد الله فأنا في عذاب وفي هم وكرب ولا ينفعني أي شيء وعملي ضعيف ولذلك أنا ضعيف هذه هي لغة صمت القبور وسوف نحس بكل هذا عندما يتوفانا الله فهل من الممكن أن نعمل من ألأن لهذا اليوم حتي نكون من المنعمين السعداء في حياة البرزخ وفي الآخرة وقال الإمام علي رضي الله عنه لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنها إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيها فإن بناها بخير طاب مسكنُه وإن بناها بشر خاب بانيها أموالنا لذوي الميراث نجمعُها ودورنا لخراب الدهر نبنيها أين الملوك التي كانت مسلطنةً حتى سقاها بكأس الموت ساقيها فكم مدائنٍ في الآفاق قد بنيت أمست خرابا وأفنى الموتُ أهليها لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيها فالموت لا شك يُفنينا ويُفنيها لكل نفس وإن كانت على وجلٍ من المَنِيَّةِ آمالٌ تقويها المرء يبسطها والدهر يقبضُها والنفس تنشرها والموت يطويها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى