كل شخص في مصر يعرف “التابعي” و نطق اسمه أكثر من مرة.. ولكن يجهل ملامحه وحكايته.. كان مكانه في سوق الحسبة بأول شارع النقراشي و كان مزار للمصيفيين و الفنانين فى راس البر أوائل الخمسينات، فقرر بعدها أن يأتي إلى القاهرة ولما وصل للقاهرة أصبح مكانه مزاراً للصحبة والأحبة والعائلات والأجانب، واسمه أصبح اشهر علامة ومذاق للفول الأكلة الشعبية المصرية الأولى..
افتتح “التابعى مصباح ” محلاً صغيراً جداً يبيع نوعاً واحداً من الفول، وهو الفول بزيت الزيتون إلى جانب المخلل والعيش والطحينة..
وقتها لم يكن هناك ساندويتشات، إنما طبق الفول سواء تناولته داخل المطعم أو أخذته معك إلى المنزل. لم تكن هناك تسعيرة فكانت الناس تطلب “بقرش فول” مثلا، ويظل المحل مفتوحا من الخامسة صباحا حتى نفاد “قدرة الفول”.
ولاحظ محمد التابعى أن عمله يتركز على فترة الصيف فقط، مما دفعه للانتقال للقاهرة، خاصة أنه أخذ وعداً من المغنية أم كلثوم بأنها ستساعده بمجرد قدومه إلى القاهرة، وكان كثيراً ما يتجول حول بيتها فى الزمالك، ولكن كرامته أبت أن يطلب منها المساعدة..
وفى يوم قادته قدماه إلى مطعم مكرونة فى شارع أحمد عرابى يملكه رجل إيطالى، وأقنعه أن يشاركه فى المحل وخصص جزءً صغيراً منه للفول، لكن سرعان ما طغت الأكلة الشعبية على المكرونة، فسافر الرجل الإيطالى تاركاً المحل بالكامل لمحمد التابعى الذى أخذ يتوسع حتى اشترى كل المحلات التابعة للعمارة..
وفى عام 1949 أصبح التابعى يملك أول محل فول على مستوى سياحى، وأول محل فول به صالة طعام يرتادها صفوة المجتمع من المشاهير والأدباء ليأكلون الفول على أنغام الكمان. ولم يكن يسمح بدخول الطبقات الفقيرة لهذه الصالة، وقتها كان التابعى يبيع ساندويتش الفول بتعريفة، وكان سعراً مرتفعاً فى ذلك الوقت..
الصورة التقطت في عام 1955