إلى أين تتجه «بوصلة» المرشحين المحتملين في انتخابات نقابة الصحفيين 2025؟
بعيدًا عن اجتماعاته التي شهدت مناقشة قضايا الصحافة وتشريعاتها واقتصادياتها، كانت الجلساتُ التحضيريةُ للمؤتمر السادس للصحفيين التي عُقدت على مدار الشهور الماضية، سببًا في ظهور أسماءٍ صحفيةٍ تُخطط لخوض انتخابات التجديد النصفي المقبلة، سواءٌ كانت تلك الأسماء «قديمةً تريد العودة» للمجلس، أو جديدةً تطمح للفوز بأحد المقاعد الستة المُتنافس عليها في الجولة الانتخابية المقبلة مارس 2025.
يأتي هذا في وقتٍ شهدت فيه تلك الاجتماعات التحضيرية حضورًا «باهتًا» لأعضاء المجلس الستة الذين تقترب فترتَهم القانونية من الانتهاء، بينما تمثلُ تحركاتهم العادية – – الآن داخل أروقة «4» شارع عبد الخالق ثروت – مقر النقابة – كمَنْ يلعب في الوقت الضائع مع اقتراب المدة القانونية لهم من الانتهاء.
وانتخاباتُ التجديد النصفي بـ«نقابة الصحفيين» تُجرى كل عامين، ويضمُ مجلس النقابة «12» عضوًا، وينعقد المجلس قبل الموعد المحدد للانتخابات للإعلان عن فتح باب الترشح وقبول أوراق المرشحين الجدد قبل موعد إجراء الانتخابات بـ«15» يومًا على الأقل.
وتُجرى انتخابات التجديد النصفي المقبلة على مقعد «النقيب» الذي يشغله حاليًا خالد البلشي، و«6» من أعضاء المجلس الذين تقترب مدتهم القانونية من الانتهاء، وهم: محمد خراجة، إبراهيم أبو كيلة، حسين الزناتي (يشغلون 3 مقاعد فوق السن الآن)، ومحمد سعد عبد الحفيظ، أيمن عبد المجيد، دعاء النجار (يشغلون 3 مقاعد تحت السن).
أما المؤتمر السادس للصحفيين الذي مثَّلت جلساته التحضيرية «مسرحًا نقابيًا» لظهور عددٍ من المرشحين المحتملين، فقد حددت الأمانةُ العامةُ له بالتنسيق مع مجلس النقابة أيام 14 و15 و16 ديسمبر المقبل موعدًا لانعقاده، وسيناقش عددًا كبيرًا من القضايا الملحة مثل حرية الصحافة، الأوضاع الاقتصادية للزملاء، ومستقبل المهنة وتشريعاتها وتحدياتها في ظل التطورات التكنولوجية الحالية، فضلًا عن الخطة المقترحة للإصلاح المالي والإداري للمؤسسات الصحفية القومية والتي قدمها خلال الجلسات عبد الفتاح الجبالي، رئيس مجلس إدارة مدينة الإنتاج الإعلامي والعضو المنتدب.
وسط هذه الأجواء النقابية النَّشطة التي أحدثها مجلس النقيب خالد البلشي منذ انتخابه، والتغييرات المهمة التي شهدتها الهيئات الإعلامية والصحفية منتصف الأسبوع الجاري، بدأ الحديث يتصاعد بقوةٍ حول الحسابات الانتخابية المعروفة، والتوازنات من حيث ما يُسمى جبهتي «المعارضة والموالاة» في تشكيلة مجلس النقابة التي ستنتج عن انتخابات التجديد النصفي مارس 2025.
يوم الإثنين الماضي، صدرت «3» قراراتٍ جمهوريةٍ بتعيين الوزير الأسبق المهندس خالد عبد العزيز، رئيسًا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام خلفا لـ كرم جبر، وأحمد المسلماني، رئيسًا للهيئة الوطنية للإعلام خلفا لـ حسين زين، وتجديد الثقة في المهندس عبد الصادق الشوربجي رئيسًا للهيئة الوطنية للصحافة.
ومع خلو تلك التعيينات من اسم ضياء رشوان باعتباره كان مرشحًا لرئاسة المجلس الأعلى لـ«تنظيم الإعلام»، عاد اسمه من جديدٍ إلى بورصة الترشيحات لمنصب نقيب الصحفيين، إضافةً إلى أسماء أخرى مثل عبد المحسن سلامة، نقيب الصحفيين الأسبق والعضو الحالي بالمجلس الأعلى لـ«تنظيم الإعلام»، وعبد الرؤوف خليفة الذي يروج في مؤسسة الأهرام – قبل التغييرات التي حدثت في الهيئات الإعلامية والصحفية – أنه سيترشح في الانتخابات المقبلة لمنصب «النقيب» مع قائمةٍ، وفق مصدرٍ من مؤسسة «الأهرام»
وقال الفقيه الدستوري عصام الإسلامبولي، إنَّ الكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة إذا قرر الترشح نقيبًا للصحفيين في الانتخابات المقبلة، فيفضَّل أن يستقيل من عضوية المجلس الأعلى لـ«تنظيم الإعلام»؛ منعًا لتضارب المصالح بين المجلس والنقابة.
تكشفُ القراءةُ الأوليةُ للمشهد الانتخابي الحالي عن أنَّ تيار الاستقلال النقابي في المجلس قد يواجه «مأزقًا شديدًا» في المنافسة على مقاعد «تحت السن» تحديدًا؛ خاصةً مع عدم وجود أسماءٍ لـ«التيار» من أعضاء المجلس الحالي ينافسون على تلك «المقاعد» في الجولة الانتخابية المقبلة؛ بعد أن صار اسم محمد سعد عبد الحفيظ، عضو المجلس الحالي، والمرشح المحتمل في الجولة المقبلة، ضمن مقاعد «فوق السن».
وعلى الرغم من الانتقادات الموجَّهة إلى أعضاءٍ بالمجلس الحالي ممَنْ سيخوضون الجولة الانتخابية المقبلة، فحتى الآن، يظهرُ ضمن ما يُسمى بـ«جبهة الموالاة» أو «الجبهة الحكومية» 3 مرشحين محتملين على مقاعد «تحت السن»؛ منهم اثنين أعضاء بالمجلس الحالي هما أيمن عبد المجيد ودعاء النجار، وعضو سابق بالمجلس يخطط للعودة هو حمّاد الرمحي والذي حصل في الجولة الماضية على «1085» صوتًا، إلى جانب وجوده في المشهد النقابي بصفته عضوًا في مجلس إدارة صندوق التكافل.
وفي المنافسة على مقاعد «تحت السن» يظهر اسم الزميل محمد السيد، والذي حصل في الانتخابات الماضية على كتلةٍ تصويتيةٍ كبيرةٍ في أول مرةٍ يخوض فيها السباق الانتخابي، ووصلت تلك الكتلة التصويتية إلى «1450» صوتًا.
كما تمتلكُ «جبهة الموالاة» مرشحًا محتملًا لمقعدِ «فوق السن» هو حسين الزناتي، عضو المجلس الحالي، أما إبراهيم أبو كيلة، فمن المحتمل أن يعزف عن دخول الانتخابات المقبلة، كما لا يمكن استبعاد اسم محمد شبانة، سكرتير عام نقابة الصحفيين الأسبق، من احتمالات خوض الجولة الانتخابية المقبلة.
أما جبهة تيار الاستقلال النقابي في المجلس، فوفق المشهد الانتخابي – حتى الآن – ستشمل قائمة مرشحيها لمقَاعد «فوق السن» من الأسماء المعروفة عضوي المجلس الحالي محمد خراجة ومحمد سعد عبد الحفيظ، فضلًا عن عمرو بدر، عضو المجلس الأسبق والذي حصل في الانتخابات الماضية على «1454» صوتًا، مع احتمالية أن يترشح أسامة داود عضو المجلس الأسبق، وعلى الرغم من تردد اسم خالد داود، الكاتب الصحفي بالأهرام والرئيس السابق لحزب الدستور، ضمن الترشيحات، إلاَّ أنَّ مصدرًا نقابيًا استبعد ترشحه.