كواليس استعانة العصابات بحراس العقارات لتسهيل سرقة الشقق الفاخرة
يتجه أصحاب الأبراج السكنية إلى تعيين حارس للعقار؛ للحفاظ على أملاكهم من السرقة، حيث يتم اختيار هذا الحارس بعناية وذلك لمنع حالات السرقة والمساعدة في التسويق لبيع الأماكن الخالية.
وشهدت مديرية أمن الجيزة، خلال الآونة الأخيرة، تعدد البلاغات حول سرقة الشقق السكنية داخل الأبراج الشهيرة في شوارع المديرية؛ لتكشف الستار عن أحدث ألاعيب التشكيلات العصابية المتخصصة في سرقة المساكن مستعينين بحراس العقارات في إتمام عملياتهم.
وكشفت أوراق القضية رقم «11719» لسنة 2023 جنح بولاق الدكرور التابعة لمديرية أمن الجيزة والمحررة بتاريخ 27 يونيو الماضي، مفاجآت جعلت رجال الأمن يكشفون سر أخطر تشكيل عصابي تخصص في سرقة الشقق السكنية بطريقة جهنمية، لم يستطع رجال المباحث الجنائية حلها إلا عن طريق الصدفة.
البداية عندما تقدم شخص يدعى «أحمد سمير»، مقيم بشارع الشهيد أحمد حمدي بمنطقة فيصل، التابعة لدائرة قسم شرطة بولاق الدكرور، يفيد بسرقة محتويات مسكنه والتي تضمنت حسب الوارد بمحضر الشرطة 45 ألف جنيه مصري، و400 دولار، و1300 ريال سعودي، ولاب توب، و2 هاتف محمول، وسماعة لاسلكية «إير بودز»، ومفتاح سيارة.
وبعرض المحضر على النيابة العامة، طالبت بسرعة تحريات رجال المباحث الجنائية، وبعد تقديم مقطع فيديو يوضح شكل المتهم، لم يستطع رجال الأمن التوصل لمرتكب الواقعة.
وبتاريخ 6 أغسطس تمكن سكان ذات العقار من إلقاء القبض على لص يدعى «فادي.ع»، أثناء شروعه في سرقة شقة سكنية بالطابق الرابع بذات العقار، وبتسليمه لرجال الشرطة وتضييق الخناق عليه اعترف بأنه تابع لشخص يدعى «خالد.ن.ع.م»، وشهرته «خالد جدو»، ومقيم بمنطقة ميت عقبة التابعة لدائرة قسم شرطة العجوزة، ويعمل سائق أوبر، وهو منفذ واقعة السرقة الأولى، بمعاونة حارس العقار ويدعى «محسب.ا.ت.ا»، وهو من يقوم بإرسال بيانات الشقق التي يتم تنفيذ عمليات السرقة بداخلها، وتحديد مواعيد تنفيذها حيث يقوم بإبلاغهم بأوقات خلو الشقق السكنية بصفة عمله حارسًا للعقار.
وبمواصلة التحقيقات، تبيّن وجود محادثة عبر تطبيق «الواتس آب» بين حارس العقار والسارق.
وعقب تقنين الإجراءات، تم ضبط حارس العقار، وبمواجهته اعترف بتكوين تشكيل عصابي تخصص في سرقة الشقق السكنية الموجودة بمحل عمله، واعترف بارتكاب أكثر من واقعة، مع المتهمين «فادي» و«خالد»، مقابل حصوله على 30% من متحصلات السرقة.
وكشفت التحقيقات، عن اتباع المتهم «خالد» حيلة جهنمية أثناء تنفيذ جرائمه، حيث يقوم «جدو» بحلاقة شعره بطريقة تغير ملامح وجهه حتى لو تمكنت كاميرات المراقبة من التقاطه، لم يستطيعوا تحديده لأن ملامحه تتغير تمامًا مما يصعب على الأجهزة الأمنية ضبطه.
وفي نفس السياق، قال اللواء فؤاد حامد، مساعد وزير الداخلية الأسبق، والخبير الأمني، إن جرائم السرقة كانت ولا زالت تشكل خطرًا كبيرًا على الأمن القومي للبلاد.
وتابع: «أما نوعيات السرقة محل الحديث فهي أفكار مستنسخة من المافيا والعصابات في إيطاليا والمكسيك، فهما أكثر الدول التي يقوم عناصر التشكيل العصابي بتغيير ملامحهم وتشويه بصمات اليد، حتى يصعب على الأجهزة الأمنية الوصول إليهم، ولكن ظهور تلك الطرق واستخدامها في السرقة هو مؤشر لكوارث خطيرة قادمة لأنه يصعب على الأجهزة الأمنية الوصول للمتهمين بسهولة».
وتابع: «التطور جعل تنفيذ الجريمة أسهل وأسرع عن طريق استنساخ الحيل من قراءة الجرائم في الدول الخارجية».
واختتم الخبير الأمني حديثه ، قائلًا إن الدولة قد استحدثت منظومة كاميرات المراقبة بشكل جيد مما يساعد على حل الجرائم في أسرع وقت، بجانب ذلك جلبت وزارة الداخلية برامج تتبع كلفتها ملايين الجنيهات، وعادت تلك البرامج بالنفع عليهم حيث تسببت في حل 85% من القضايا؛ نظرًا لأهمية التتبع.